قام الدكتور محمد حمدان – أستاذ الأدب الإنجليزي والأمريكي في قسم اللغة الإنجليزية في جامعة النجاح الوطنية – مؤخراً بنشر بحثٍ أصيل يجمع بين السياسة والأدب بعنوان "فرانكشتاين في فلسطين: المسخ السياسي والتشرذم الداخلي وإحتمالية العودة".


يوظف د. حمدان في بحثه المنشور في مجلة الدراسات الثقافية في بريطانيا جسد المسخ الذي يظهر بقوة في رواية ميري شيلي الإنجليزية فرانكشتاين ورواية أحمد السعداوي العراقية فرانكشتاين في بغداد لدراسة التحزب السياسي في المناطق الفلسطينية المحتلة – وهنا الضفة الغربية وغزة بالتحديد. يناقش البحث تداعيات الهزيمة البائسة والرعب الداخلي الذي يسببه جسد المسخ في رواية شيلي نظراً لكونه يعكس الخطر المحدق بالمجتمع الإنجليزي بسبب التطور العلمي المهول. أمّا في رواية السعداوي فيعكس المسخ الآثار المدمّرة لآلة الحرب التي حصدت أرواح الآلاف من العراقيين منذ سقوط بغداد عام 2003. وبهذا ينتقل الباحث أخيراً ليعرض مساحةً ثالثةً يظهر فيها المسخ الغريب الذي أنتجته التجاذبات السياسية في الأراضي الفسطينية منذ عام 2007.

يستعير د. حمدان جسد المسخ ليستخدمه لقراءة المناخ السياسي الفلسطيني الحالي الذي خلقته الولاءات والإختلافات الجذرية بين الأحزاب الفلسطينية المختلفة منذ سيطرة حركة حماس على قطاع غزة عام 2007. هذا ما يطلق عليه د. حمدان فرانكشتاين الفلسطيني الذي يعدّ امتداداً استعاراياُ للبشاعة السياسية التي تتجسد في مفاهيم التحزبيّة والطائفية وحرب الأوراق والمستندات والتي كذلك شكلت محوراً مفصلياً للنزاع القائم بين الفصائل الفلسطينية منذ توقيع اتفاق أوسلو عام 1993.


عدد القراءات: 386